الكرمة..قلبى المؤمن

قد لا يستطيع صوت الحياة الذى فى ان يصل لاذن الحياة التى فيك ولكن لنتكلم على اى حال لئلا نشعر بوحشة الانفراد

Sunday, October 28, 2007

قطة


فى كل نساء الدنيا

شئ متشابه

جسد ناعم

تسكنه قلوب ..قد كانت

تبدو بيضاء كسحابة

والظلم يناطح وجه الشمس

يرسلها الى الغيم القاتم

أفئدة مفعمة بالسخط

الضعف الفاجر يملأها

قد علمها عهر القطط

...

لو لم تتغنج

لأنتحرت

صارت جثة

القطة خلقت لهواه

لتمؤ وتتلوى تحته

..تشرب لبنه

..تلعق بدنه

يكفيها رضاء سيدها

لن تسأل يوما عن متعة

فهى تعلم

تملك ذكرى

النصل البارد مر على جسد الطفلة

سرق الرغبة

كى تتعلم جبن القطة

فالكون يجافيه النوم

لو صارت فى شبق النمرة

الكون يجافيه النوم

لو صاحت يوما فى القوم

أنا حرة

Tuesday, October 16, 2007

رجل


أرفع رأسى لأراه..تمر يعنى بانبهار على هيكله القديم الذى يكسوه جلبابا أبيض يزيده اتساعا فى عينى ويضفى عليه ضخامه اكتشفت فيما بعد انها لم تكن من سماته

يحتوى يدى الصغيرة بكفه الضخم و يبتسم ..يربت على رأسى وكتفى بحنان وهو يداعبنى بكلمات فأبتسم خجلى بلا اجابة..وامضى الى اى ركن من اركان البيت لاراقبه من بعيد..يجلس ويحل عمامته باحترام وتقديس..يستعرض امامنا طولها ويحدثنا عن مغزاه وكيف يحدد مقام صاحب العمة

فى حضوره تبزغ سمات معينة..أشياء يبدو عادية ومكررة ولكنها ليست كذلك..مثل ابتسامة امى المستحية التى تمنحها للغرباء..وهو ليس بغريب ..فتمنحه اياها بحب وتقدير وحساب للهيبة..وحتى همس اخوتى ليس بجديد هو الآخر فقد علمنا أبى ألا نرفع أصواتنا فى حضرة الكبير..والرجل كبير بحق وذو هيبة

حكت لى أمى أنى تعلمت أول ما تعلمت ..الكلام..لدرجة أنها كانت تظن فعلا أن جنا يتلبسنى

الثرثارة الصغيرة تقف صامتة..لسانها الطويل عاد الى حجمه الطبيعى وأطبقت بفكيها عليه على غير عادة..الجنى الذى علمنى الكلام ذهب الى حال سبيله ..وتركنى لأختزن فى ذاكرتى الفوتوغرافية بعض الصور ..لا اذكر غيرها من لقاءاتنا المحدودة..والتى رسخت فى ذهنى أن الرجل يحمل شبها من هذا الممثل الذى رأيته فى التليفزيون..لم أكن أعرف وقتها أسمه..ربما كان يشبه أنتونى كوين

...

بعد رحيله صرت أجمع الحكايات المتناثرة حوله..تشكلت أمامى صورة لوجها وضاء وروحا حلوة..وقدر غير ضئيل من الدهشة..مبعثه_ببساطة_أن الرجل المهاب ذو الجلالة كان يهوى شرب الحشيش ..بل ويدافع عنه مخلصا فى شرح مزاياه..ولا يجد غضاضة فى رمى كارهيه بالجهل وعوار الفكر

يجلس بمقامه المحفوظ وقدره المعلوم وقسطا وافر من الاحترام كتب له عند الجميع بما فيهم أبى ..والذى يجلس أمامه يستند على كتبه وأذكاره وأوراده ليقنعه أن الحشيش حرام..فيتكئ الرجل على عصاه وعناده ليردد على مسامعه قوله المأثور

ان كان حلال بنشربه وان كان حرام بنحرقه

تعجبنى الرواية..يسعدنى انتصاره على أبى فأناصره بظهر الغيب..ولم لا والرجل له منطق ..أحب أتساقه مع نفسه..يفعل ما يقول ويقول ما يفعل..ولا يحب الألتفات الى سخافات الحياة..يعيش ليسعد من حوله..يدلل أبناءه ويخلص لزوجته المريضة فلا يتزوج عليها الا بعد رحيلها..ولا ينس نفسه..يدللها بالحشيش وعشق المزاج الرائق وحب الغناء

وما كان مبعث دهشتى لأنه يدخن الحشيش وأنما من نوعية هذا الحشيش..فقد نشأت وفى ذهنى صورة معينة لمدخنى الحشيش..زائغى العين..ثقيلى اللسان والروح..شخوص بلا ملامح

أما هو فلم يكن كذلك على الأطلاق..لم يؤثر الحشيش بالسلب على عقله ومكانته فى العائلة..فظل حتى رحيله مرجعية لها كلمة تحتسب..ولم ينل أيضا أخلاقه او صحته_أنجب وهو فى السبعين_أذن السر فى النوعية..فقد سمعنا من قبل عن فنانين كان الحشيش هو الذى يشحذ ملكات الأبداع لديهم..ولعلنا نذكر ما قيل عن سيد درويش وهو من هو ..صاحب أجمل وأعظم الالحان فى تاريخ مصر والتى قد تكون خرجت الى الوجود وهى ممزوجة بهذا الدخان الغامض الملغز

وعلى الرغم من أنى لم ولن أفكر فى تدخين الحشيش_بجد والله العظيم_ ولكننى من أجل هذا الرجل صرت أتعاطف مع مدخنيه ..بالرغم من زمانهم وحشيشهم الردئ



..