الكرمة..قلبى المؤمن

قد لا يستطيع صوت الحياة الذى فى ان يصل لاذن الحياة التى فيك ولكن لنتكلم على اى حال لئلا نشعر بوحشة الانفراد

Monday, June 16, 2008

شفتى فيلم شقة مصر الجديدة؟


طيلة العام الماضى كنت أتابع النقد الرائع الذى كتب عن الفيلم..وأعترف أنه لم ينل ثقتى ..فقد رأيت من قبل نقاد كبار يثنون على أفلام وبعد مشاهدتها كنت أكتشف أن المستوى المتوسط او المعقول يمكن أن يكون رائع جدا فى ظل الأحوال المتردية لمستوى الأفلام السينمائية فى مصر..وكيف أثق فى فيلم من بطولة ممثلة لا أستطيع أن أقول عن أدائها أنه إستثنائى بأى حال من الأحوال..وأمامها بطل بلاستيكى يحتاج إلى مس من السحر وليس كل المخرجين سحرة مثل داوود عبد السيد والذى أستعان به فى الفيلم المختلف والفريد (مواطن ومخبر وحرامى)وهى تجربة لم تتكرر بعد ذلك..اما المخرج وهو هنا محمد خان وله تجارب مميزة لا يستطيع محب للسينما أن ينكرها بالرغم من أنى لم أشاهد فيلمه أيام السادات ولا أظن أنى سأراه..وهل أحتمل متابعة ساعتين تستعرضان حياة السادات..أهو ده بجد هري البدن وفقع البيضان على رأى الفاجومى_طبعا بيضان الفاجومى_..والفيلم الذى تلاه رأيته مضجرا ولم يمسنى أبدا..برغم تعدد مرات مشاهدته..فقد عرض بنات وسط البلد على قناة إيه آر تى سينما بنظام وهكذا دواليك ولكن بلا فائدة
الشئ الوحيد الذى أقنعنى بالفيلم هو بعض الآراء التى سمعتها من ثقات بأنه فيلم جيد ولا أعرف لماذا قررت وقتها أن أعيد ثقتى فى خان قبل مشاهدة الفيلم وتوقعت أنه سيكون بالتأكيد سر جمال الفيلم..وهو ما كنت مخطئة فيه لذلك لم يعجبنى الفيلم فى أول مشاهدة له وتعجبت كثيرا من الإلحاح الذى سمعته من أهل الثقة..فالعمل غير مميز إطلاقاً من الناحية الإخراجية
قررت أن أعيد الكرة بشعور محبط فقد تعودت أن أثق فى إنطباعاتى الأولى..وهو ما خاب فى تلك المرة..شاهدت الفيلم مرة ثانية بحرية أكبر وبلا توتر أو إسترجاع لأى صوت قادم من الماضى ..وكم كانت دهشتى وأنا أرى نفسى مأخوذة تماماً مع المشاهد شديدة النعومة ..كم مرة دمعت عيناى.لا أذكر بالتحديد ولكننى أعرف جيداً أنى عشقت الفيلم فى ثانى مشاهدة بعدما تخلصت من بحثى وأنتظارى للإخراج المبهر
الفيلم مكتوب بشكل جيد جداً وشديد الغنى بالمشاعر الرقيقة والعظيمة والحقيقية إلى أبعد مدى
شعرت أنه منحاز لى بشكل شخصى وهو يدافع عن فكرة الأنتظار وعدم إستعجال الحب فالمهم أن يكون حقيقى ولا يهم أبداً متى يأتي
غادة عادل كانت بحق رائعة وهى تؤدى دور الفتاة التى تؤمن بالحب أكثر من أى شئ آخروتبدو ضعيفة ومستكينة ولكنها مصرة على المضي قدماً فى بحثها المخلص عن معلمتها وصديقتها ورمز الحب فى حياتها الضيقة..فها هي تخرج من عزلتها وتولي ظهرها لأمها القوية والمتحفظة على كل أفعالها بالرغم من أنها لا تفعل شئ وكذا المدرسة التى تخرجت فيها وعادت لتعمل بها وكم كانت تبدو كالسجينة وهى تقف تنظر من بين القضبان الحديدية المثبتة على شباكها
نجوى وهى هنا البطلة..ترينا كيف ينتصر الحب الحقيقى _الحقيقى فقط_على العزلة والشهوة وكل ما يقف فى طريقه من صعاب تبدو مستحيلة التخطى
...
كانت فى الفيلم لمحة لفتت نظرى ولا أعلم إن كانت مقصودة أم لا..طريقة دخول كلا من عشيقة البطل ونجوى إلى الشقة..فى حالة الأولى فإنها تكون مباغتة ..تظهر فجأة من الظلمات وتقتحم المكان..وهكذا تبدو لنا العلاقات العابرة والغير حقيقية فهى غريبة ومقتَحمة ..أما نجوى فهى تطرق الباب ليفتحه البطل وعندما يمضى الى الداخل يجذبها شيئا ما فتدخل وهى تتحسس خطواتها فى المكان..هكذا الحب يأتى ويدخل بدون إستئذان ولكنه لا يقتحم فأنت من تفتح الباب وتنتظر
هذا الفيلم هو نخب المنتظرين