الكرمة..قلبى المؤمن

قد لا يستطيع صوت الحياة الذى فى ان يصل لاذن الحياة التى فيك ولكن لنتكلم على اى حال لئلا نشعر بوحشة الانفراد

Tuesday, October 16, 2007

رجل


أرفع رأسى لأراه..تمر يعنى بانبهار على هيكله القديم الذى يكسوه جلبابا أبيض يزيده اتساعا فى عينى ويضفى عليه ضخامه اكتشفت فيما بعد انها لم تكن من سماته

يحتوى يدى الصغيرة بكفه الضخم و يبتسم ..يربت على رأسى وكتفى بحنان وهو يداعبنى بكلمات فأبتسم خجلى بلا اجابة..وامضى الى اى ركن من اركان البيت لاراقبه من بعيد..يجلس ويحل عمامته باحترام وتقديس..يستعرض امامنا طولها ويحدثنا عن مغزاه وكيف يحدد مقام صاحب العمة

فى حضوره تبزغ سمات معينة..أشياء يبدو عادية ومكررة ولكنها ليست كذلك..مثل ابتسامة امى المستحية التى تمنحها للغرباء..وهو ليس بغريب ..فتمنحه اياها بحب وتقدير وحساب للهيبة..وحتى همس اخوتى ليس بجديد هو الآخر فقد علمنا أبى ألا نرفع أصواتنا فى حضرة الكبير..والرجل كبير بحق وذو هيبة

حكت لى أمى أنى تعلمت أول ما تعلمت ..الكلام..لدرجة أنها كانت تظن فعلا أن جنا يتلبسنى

الثرثارة الصغيرة تقف صامتة..لسانها الطويل عاد الى حجمه الطبيعى وأطبقت بفكيها عليه على غير عادة..الجنى الذى علمنى الكلام ذهب الى حال سبيله ..وتركنى لأختزن فى ذاكرتى الفوتوغرافية بعض الصور ..لا اذكر غيرها من لقاءاتنا المحدودة..والتى رسخت فى ذهنى أن الرجل يحمل شبها من هذا الممثل الذى رأيته فى التليفزيون..لم أكن أعرف وقتها أسمه..ربما كان يشبه أنتونى كوين

...

بعد رحيله صرت أجمع الحكايات المتناثرة حوله..تشكلت أمامى صورة لوجها وضاء وروحا حلوة..وقدر غير ضئيل من الدهشة..مبعثه_ببساطة_أن الرجل المهاب ذو الجلالة كان يهوى شرب الحشيش ..بل ويدافع عنه مخلصا فى شرح مزاياه..ولا يجد غضاضة فى رمى كارهيه بالجهل وعوار الفكر

يجلس بمقامه المحفوظ وقدره المعلوم وقسطا وافر من الاحترام كتب له عند الجميع بما فيهم أبى ..والذى يجلس أمامه يستند على كتبه وأذكاره وأوراده ليقنعه أن الحشيش حرام..فيتكئ الرجل على عصاه وعناده ليردد على مسامعه قوله المأثور

ان كان حلال بنشربه وان كان حرام بنحرقه

تعجبنى الرواية..يسعدنى انتصاره على أبى فأناصره بظهر الغيب..ولم لا والرجل له منطق ..أحب أتساقه مع نفسه..يفعل ما يقول ويقول ما يفعل..ولا يحب الألتفات الى سخافات الحياة..يعيش ليسعد من حوله..يدلل أبناءه ويخلص لزوجته المريضة فلا يتزوج عليها الا بعد رحيلها..ولا ينس نفسه..يدللها بالحشيش وعشق المزاج الرائق وحب الغناء

وما كان مبعث دهشتى لأنه يدخن الحشيش وأنما من نوعية هذا الحشيش..فقد نشأت وفى ذهنى صورة معينة لمدخنى الحشيش..زائغى العين..ثقيلى اللسان والروح..شخوص بلا ملامح

أما هو فلم يكن كذلك على الأطلاق..لم يؤثر الحشيش بالسلب على عقله ومكانته فى العائلة..فظل حتى رحيله مرجعية لها كلمة تحتسب..ولم ينل أيضا أخلاقه او صحته_أنجب وهو فى السبعين_أذن السر فى النوعية..فقد سمعنا من قبل عن فنانين كان الحشيش هو الذى يشحذ ملكات الأبداع لديهم..ولعلنا نذكر ما قيل عن سيد درويش وهو من هو ..صاحب أجمل وأعظم الالحان فى تاريخ مصر والتى قد تكون خرجت الى الوجود وهى ممزوجة بهذا الدخان الغامض الملغز

وعلى الرغم من أنى لم ولن أفكر فى تدخين الحشيش_بجد والله العظيم_ ولكننى من أجل هذا الرجل صرت أتعاطف مع مدخنيه ..بالرغم من زمانهم وحشيشهم الردئ



..

10 Comments:

Blogger محمد حمدي said...

وكل بوست أحلى من الى قبله يا مريم

نوعيه الراجل دة انا بحبها جدا .. من شخصيات مشابهه إستمد نجيب محفوظ أبطال رواياته , ووصفك ليها كان رائع .. بس كان نفسى تحكى عنه اكتر من جانب الحشيش بس .. يمكن فى مرة اخرى ان شاء الله

تحياتى

1:46 PM  
Blogger ألطيبُ said...

ايه يا شيخة مريم
ده انا لسه مسميكي شيخة من مدة قصيرة ؟؟ ايه حكاية الحشيش معاكي المرة دي ؟؟ باين عليه المزاج عالي ؟؟
بس على كده انا مضطر يا مريومة هانم ان اسميك شيخة مريم بس بالمغربي ؟ ههههههه
تستاهلي
على فكرة لائحة المبدعين الحشاشين طويلة لكن هذا لا يعني ان الابداع رديف للحشيش فجل الحشاشين مساطيل لا يعون حتى اين تطأ أقدامهم
الله يسامحك
الطيب

11:36 AM  
Blogger sherif gharib said...

بصى يا مريم
كلمه قالوهالنا زمان و احنا فى الكليه و ديه من اقوال اكبر علماء الطب فى مصر
لو لقيتوا حشيش نقى اشربوه
الحشيش فاتح للشهيه و كمان بيعمل افوريا
و الافوريا هى حاله نفسيه من الراحه و المود المتعامل
بس انا بصر على النقى لان اللى موجود و اللى بنشوفه فى الشباب دلوقتى مخلوط بنوعيات كتيره من المخدراتت الصناعيه و البرشام يعنى مخلوط بكمياء و ده اللى بيعمل التاثير الغيى اللى الناس بتشوفه على مدخنيه
بصى ماحدش حاكم على حد علشان احدد اذا كان حرام و اللا حلال لانى مش عالم دين بس الفكره كلها ان كل واحد محاسب على اعماله هو لوحده و كمان كل واحد حر فى اتباع افكار او مبادىء معينه هو اللى بيتضرر منها او بتبقى بالنسباله الخيال المبدع
تحياتى على الفكره و على الاسلوب الجذاب و صباحه فل
سلااااااام

12:42 PM  
Blogger سندباد said...

كل بوست جديد بفكرة جديدة غير مكررة وغير معتاد وبجراءة تحسدي عليها
تحياتي

7:56 AM  
Blogger مريم said...

اولا يا جماعة انا اسفة ع التاخير
محمد حمدى
شكرا يا كوفو ربنا يخليك
انت عارف بقى الاكتئاب ياما بيطلع
وصدقنى لو كنت عاشرته اكتر كنت قلت بس انا فعلا معرفش حاجة عن الحشاشين
هحاول ازور اقرب غرزة واحكيلك
سلام

...

الطيب
والنبى شكلها كلمة ابيحة هوريك يا طيب
وبعدين هو انا حششت قدامك يعنى
وانا كمان يا طيب ضد السطل والله
ده العقل زينة برضه
سلام

...
شريف
الكلام ده انا سمعته فعلا وصاحبتى كيميائية وقالتلى ان الحشيش مش بيسبب الادمان كمان
بس حكاية فاتح شهية دى جديدة يا ابو اسكندر
ع العموم لو لقيت حد بيبيع النقى ده عندنا ابقى قوللى
بس اكيد مش فى جبل ناعسة
هههههههههههههههه

...
سندباد
شكرا يا سندباد
بجد
بس انا مش شايفة جرأة يعنى جامدة ولا حاجة
تحياتى

3:24 AM  
Blogger vetrinary said...

انتى اخر سجارة ف علبه سجايرى
انتى شعرى
وانتى نثرى
انتى ضحكه ف عينى ساعه ما فارق تشرتى القديم
انتى عصر الحريم
انتى قهوة ف وسط البلد
وفرحه صعيدى جاله الولد
انتى -الجلد-وقلبى الجريح
بحبك يا بت
فهل استريح؟-
وهل داوت دموع مريم الام المسيح؟


المتحدث الرسمى باسم الحشاشين
وبالنيابه عنهم بقلك
متشنكرين

5:53 PM  
Blogger مريم said...

ايه الكلام الجامد ده
لو عشانى فعلا ده انا ابقى منشكحة جدا

آخر سجارة فى علبة سجايرى
عبقرى اوى

يا مزاجنجى انت الحشاش العظيم اللى بيعوضنى فقدى لهذا الحشاش الاعظم
يارب تعيش اده يا شيخ

سلام

7:16 AM  
Blogger Lapa said...

قمة عالمية اللغة البرتغاليه الكاتب : cristovao دي اغويار

(Passanger في العبور)

كتب عن الحرب الاستعماريه البرتغاليه

كتب :

"أم - وحدة قياس passageiro trânsito" ؛ "Raiz comovida" ؛ "دي relação
Bordo "؛" Marilha "؛" أ tabuada تفعل تيرة "؛ Braço tatuado "؛" ميغيل torga س lavrador داس letras "

لديه ، ايضا ، وترجمت الى اللغة البرتغاليه ثروه الامم به آدم سميث.

وقال انه قد منح عدة جوائز.

لا تنسوا اسم هذا الكاتب العظيم ، وبأنك ستكون الاستماع اليه قريبا.


الرجاء ، تضاف هذه المدونه الى المفضلة الخاصة بك ،


شكرا لزيارة هذه المدونه الجديدة الادبيه

هذا النحت في الصورة المقدمة ، في الاسمنت ، من قبل الفنان العظيم صديق
اسمه eugénio ماسيدو.

6:15 PM  
Blogger Lemonada said...

مواضيعك غريبة وجميلة
جديدة ومختلفة
عارفة انت مثقفة وبنت اكبر من سنك
تحياتي ليكي

2:13 AM  
Blogger مريم said...

ليمونادة
يا شيخة انا برضه مثقفة
بس من جهة اكبر من سنى ف انتى فى دى عندك حق
حطى ميت سنة عليهم
انا عجوزة اوى

9:38 AM  

Post a Comment

<< Home