الكرمة..قلبى المؤمن

قد لا يستطيع صوت الحياة الذى فى ان يصل لاذن الحياة التى فيك ولكن لنتكلم على اى حال لئلا نشعر بوحشة الانفراد

Tuesday, July 31, 2007

مش عايزة اتجوز ميكانيكى


يتكرر هذا المشهد كثيرا معى

واقفة فى المطبخ ومنهمكة تماما فى غسيل المواعين ..ثم اضبط نفسى وانا اردد هذا اللحن وهذه الكلمات..اناعايزة اتجوز ميكانيكى..وبالرغم من انى لا اعرف سوى هذه الجملة ولكننى ارددها بسلطنة لا مبرر لها وكأنها الاطلال

ربما يكون حبى لكل الاشياء القديمة سببا فى هذا الطفو المفاجئ للاغنية على سطح ذاكرتى..فقد شاعت فى فترة انتشرت فيها الاغانى التافهة والاباحية التى تصدى لها كبار النجوم وقتها ..فغنت الست منيرة..بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة..وارخى الستارة اللى فى ريحنا احسن عازولنا يجرحنا..حتى فنان الشعب سيد درويش غنا..شفتى بتاكلنى انا فى عرضك..تخيلوا

وقد اعتبرت_فى تصورى_اغنية انا عايزة اتجوز ميكانيكى من الاغانى الاباحية..فمن المؤكد ان المؤلف قد رأى فى فئة الميكانيكية تميزا وقدرات خاصة فى تظبيط المكن..فصرح على لسان المزة التى تغنى لتعلن رغبتها فى الارتباط بميكانيكى بالتحديد وليس كهربائى مثلا..على اساس انها متكهربة لوحدها

وكنت قد بدأت انسى امر الاغنية بعدما تحدثت مع صديق وبحت له بأستسخافى لهذه الدندنة واتفقت معه بأن ادندن بأغنية لفريد وهكذا ينتصر الرقى على السوقية..بلا ميكانيكى بلا بتاع بقى

اما الذى اعاد سيرتها مرة اخرى فكان هذا الموقف ..عندما فوجئت بزيارة من صديقة لأمى وكانت تصطحب معها ابنها الذى لم اره منذ ان كان طفلا..ولكننى تعرفت عليه فورا وصافحته بحميمية ..على عكس عادتى مع الرجال والتى تتغير حين التقى بشخص عرفته فى الطفولة..فاننى ساعتها ارى الطفل وليس الرجل

لم اجلس معهم خاصة وانه كان يبدو خجلانا _على عكسى_فذهبت الى غرفتى ولم اعقب وبعد انصرافهم استفسرت من امى بنصف فضول عن سبب الزيارة..التى استنتجت هى ان تكون واحدة من تلك الزيارات التى تقوم بها الامهات مع ابنائهن لرؤية عروس محتملة..ومن المؤكد ان امى قد قامت بعملها على اكمل وجه وهى المتخصصة فى تطفيش العرسان بتوصية منى..بعدما هددتها بأننى سأسبب لها حرجا بالغا لو سعت لتزويجى بهذه الطريقة

ولكن ما اثار ضحكى حقا فكان عندما سألتها بنصف فضول ايضا عن عمله ..فأخبرتنى انه يعمل ميكانيكى..!!صلاة النبى احسن

...

يبدو ان سرى باتع مع الاغنيات..اذن فلأجرب التعويذة مع حبيبى الذى غادرنى..هذا الرجل الغامض الغاضب الموغل فى البعد والغياب..ماذا لو ذكرت اسمه مصحوبا باى اغنية مثل..على مين يا بتاع الفريكيكو..اليس من الممكن ان يأتينى بعدها زاحفا مصطحبا معه الفريكيكو تبعه..فنرخى الستارة اللى فى ريحنا احسن عازولنا يجرحنا.!!والله ممكن

وساعتها ستستقيم حياتى فعلا واستعيد كيانى ووجودى ويستكين قلب امى الخائف على مصيرى خاصة وانه لم تصل واحدة من شقيقاتى الى مثل عمرى دون الارتباط بزواج او خطوبة..وهى لا تستطيع ان تخفى نظرات القلق فى عينها والتى تتجدد مع زيارات البائعة الصينية بسؤالها المستفز..مفيش اروسة؟

وبالرغم من انها قد سلمت بأنى نموذج كلاسيكى لآخر العنقود المتمرد..ولكنها مازالت تخشى على من الندم ومن عدم اللحاق بقطار الزواج المزعوم

اما انا فأكتفى بالصمت الرهيب والصبر الجميل..فلا شئ بيدى طالما قلبى مازال خاضعا ومستباحا من قبل رجلى الغامض الموغل فى البعد والغياب..صاحب الفريكيكو عليه السلام

Monday, July 23, 2007

سعد قال ..مفيش فايدة


لم احبه يوما..؟

هذا التمثال الذى يمتطى قاعدته الجرانيتية الضخمة..يرتدى معطفه الطويل والطربوش..وينظر بمقلتيه النحاسيتان الى هناك..هناااااااااااااك

لم احب النظر اليه ..او اهتم بتأمل انحناءاته التى صنعها مختار ولا حتى هويت الجلوس فى حديقته المزعجة الصاخبة

...

منذ ايام ..لا اعرف لماذا تذكرته..سعد ..وتذكرت التمثال الذى لا احبه..واكتشفت اننى مثله..مثل سعد..وتمثاله الذى وجه بصره للبحر وادار ظهره للمدينة

فقد فعلتها انا ايضا..من سنين..بالرغم من انى كنت وقتها على عتبة الحياة ودون تجربة..تركت كل شئ واتخذت البحرقبلة وادرت ظهرى للمدينة ..وللحياة والصخب والجنون والمجون..للنجاح والفشل على السواء

كنت اسير فى حياتى وبيدى تلك العملة..ارفعها للسماء واتركها للقدر يقلبها كيف يشاء..بين الملك والكتابة ..والفرح والكآبة ..تمر ايامى

وفجأة اصبحت وحدى..مثله..وحدى تماما..لا املك شئ سوى الجمود وأولى وجهى شطر البحر وظهرى للمدينة..بلا عملات او اشارات..اسلم نفسى للرياح تأخذنى حيث تشاء..انا وزرقتى وحدنا..نهارنا بلا شواطئ وليلنا مفعم بالنجوم

من احزانى صنعت زادى..عرفت كيف اعصرها لأرتشف منها متعة الأنصات والتأمل والرصد لبعض تفاصيل المعجزة التى تتحرك بداخلى ذراتها المضطربة

..

فى بعض الأوقات كنت اهرب من هذا المصير..وأجدنى متورطة فى فعل الكتابة حينا وفى فعل الغرام احيانا اخرى

اتماهى مع روعة التعبير واعانق اللفظ ..وبنفس الأخلاص اذوب حبا وعشقا

ولكن الألم مقتفى اثر ماهر..يتبعنى حيث اكون..فتخذلنى الكلمات والحبيب معا..فالكلمة المطاطية تشبه الحبيب المتردد ..الأثنان وجهان لعملة واحدة..عملة ضائعة..مثلى ضائعة

ربما لذلك نلتقى دائما

Saturday, July 07, 2007


اكتب هذه التدوينة ..وانا متعلقة بقوة الاحتمالات..رغم عبثية هذه القوة التى قد تنهار فى اى لحظة اذا اراد القدر

ولكن ما العمل اذا كانت كل الأستنتجات والتنبؤات تدور كلها حول هذا اليوم الذى سيبعث فيه القدر ملك الموت ليشد الكوبس..ويطلق من جعبته سهم الرحمة او السخط ايهما اظبط .. ليصيب روح قائدنا وزعيمنا ..صاحب اول وآخر طلعة جوية فتحت باب الحرية ..قبل ما الحرية نفسها تتخطف بفعل فاعل

فى هذا اليوم من المؤكد ان الحياة ستتغير وسيكون شاغلنا فى مصر هو مصير البلد..وبكل انانية سنتسائل عن احوالنا واحوال بلدنا..ولاننا احيانا نكون شعب ابن دنيئة ..فقد تسائلت بينى وبين نفسى ..من منا يفكر حقا فى مصير جمال مبارك؟

هل سنظل وقتها على عهدنا من نكران الجميل الذى نمارسه منذ الآن مع هذا الشاب المكافح الذى افنى زهرة شبابه..وظل حتى الاربعين ينام نوم العازب وهو معتكف فى محراب لجنة السياسات ..ليخرج لنا بأراءه الاقتصادية الأستثمارية اللوذعية ..وفكرته المفتكسة التى قادت الى انتصارات الحزب المتوالية فى كل الانتخابات التى خاضها تحت شعار الفكر الجديد وأحلى من الشرف مفيش

وبأختصار شديد..انا أدعوكم للتفكير معى فى مصير جمال مبارك وسأكون محددة جدا وانا أطرح عليكم السؤال

ماذا سيصبح جمال بعد رحيل مبارك؟

أ _رئيس جمهورية

ب _رجل أعمال

ج _يتيم

Sunday, July 01, 2007

اكاذيب حقيقية


كنت جالسة فى غرفتى فى امان الله ..حين ترامى الى مسامعى صوت ابى الذى كان يجالس زوج خالتى فى جلسة ودية وان كان يغلب عليها الصياح_احنا عيلة لما تندمج صوتها يعلا_المهم..كان موضوع الصراع هو مصير قتلة السادات ..حيث اكد زوج خالتى ان الاسطمبوللى_اللى هو الاسلامبولى_ذهب ليعيش فى السودان..و يعارضه والدى الذى يصر ان الاسطمبوللى_اللى هو برضه الاسلامبولى_قد اعدم بالفعل ..واستمر النقاش وقتا طويلا لدرجة اصابتنى بالصداع وكدت اخرج اليهم والعن الاسطمبوللى والجبنة الاسطمبوللى والكنب الاسطمبوللى ..ولكننى تراجعت ..ليس جبنا طبعا!!..وانما لانى انشغلت بفكرة اخذتنى من وسط هذا الصراع..اخذت افكر فى الفقر الشديد فى معلوماتنا المؤكدة والذى يجعلنا نفقد الثقة فى كل شئ حتى نصبح نهبا للقيل والقال والاشاعات..التى نطلقها احيانا كنوع من تخليص الحق مع من لا نقدر عليهم..فنخوض فيهم بحجة..فلان قال وانا سمعت بس

...

جلست مع نفسى استعرض كم الاشاعات التى سمعتها عن الرئيس..فوجدتها كثيرة جدا وغريبة جدا جدا..وبالرغم من انى اعتبر نفسى من معارضى هذا النظام..ولكننى لم اطرب يوما بسماع هذه الاشياء عنه وكان يثير غضبى حقا ان ارى من حولى يدينون مبارك ببضعة اكاذيب فى حين ان آثامه الفعلية لا تخطئها العين

وارى الواحد منهم يرصد التفاصيل لتخرج الحكاية مؤثرة ومعبرة عن كم الفساد..اليكم واحدا من مشاهد هذا الفساد الهندى

...

نهار خارجى قصر تحيطه كلاب الحراسة وتحوم حوله الغربان ..تصعد الكاميرا الى اعلى حتى تدخل من نافذة فيتحول المشهد الى نهار داخلى

الرئيس يجلس خلف مكتبه ثم يأتيه كبير الياوران ويرفع سماعه التليفون ..يناوله اياها منحنيا_على الجانب الآخر صاحب توكيل شهير للسيارات_ويدور الحوار


يرضيك يا فندم ..علاء بيه عايز يشاركنى بخمسين فى المية..ده كده خراب سعادتك وبعدين احنا ممكن نتفاهم بخصوص

الرئيس يقاطعه_طب وانت زعلان ليه..خليهم سبعين فى المية

الرجل تسقط منه السماعة فورا ويصاب بالشلل

ستوووووووووووووووووووب

...

يعنى اطلع من هدومى يقولوا الولية اتجننت..ما هى طبيعة هذا الشعب الذى يصنع هذه الاكاذيب ويرددها فى سعادة وكأنه يقول ..الراجل ده مفترى وهيروح النار .احسن..نفس الشعب الذى يردد فى بلاهة ان الكثرة غلبت الشجاعة دون الالتفات الى كثرتنا التى تفقع المرارة..وتتوالى الاشاعات عن زوجة ثانية انجب منها ابنة

اشمعنى يعنى

وان لديه ابن متخلف عقليا بعيد عن الأعين_مع انه منور لجنة السياسات يا عالم يا ظلمة

سمعت بأذنى من يقول ان مبارك لا يصلى والدليل عدم وجود علامة صلاة على جبينه

هوه مش الراجل ده بتاع النساجون الشرقيون عنده فى الحزب واكيد عامله سجادة حرير والريس كل مايسجد يتشتح وليس على المتشتحين من حرج

...

دعكم من هذه ومن كل ما فات ومن كل الهراء الذى لن يفيد الوطن بشئ..

اذا لم نتوقف عن الاكتفاء بترديد الاشاعات ونتمسك بالحقيقة التى امامنا ..و نثور على الفساد الذى طفح وتراكم حتى حجب نور الشمس..فلن نرى هذا النور ابدا وسيظل الجاثم على صدرنا مستمتع بأدارة شعب احمق