الكرمة..قلبى المؤمن

قد لا يستطيع صوت الحياة الذى فى ان يصل لاذن الحياة التى فيك ولكن لنتكلم على اى حال لئلا نشعر بوحشة الانفراد

Wednesday, November 28, 2007

دستتين شمع ..لمريم العذراء


الجلوس فى مقهى ايليت..حلم قديم ظل ينادينى لسنوات..فالمكان له سحر خاص وجاذبية تأسرنى ..شئ ما فى هذا المقهى الخشبى الذى تلون من الخارج بالأبيض والأزرق ..راقدا فى شارع صفية زغلول المائل برقة تفضى الى البحر مباشرة..وكأنه قارب يوشك على الابحار..ولكنه يأبى الرحيل فى آخر لحظة ليكون مرفأ الباحثين عن الدفء والهدوء..وبعضا ممن ينشدون الثمالة

ولعل هذا كان سبب امتناع صديقاتى عن الذهاب اليه بحجة انه يقدم الخمور ..وبالرغم من انى حاولت اقناعهن بان المكان ليس بار بالمعنى المتعارف عليه_بالتأكيد البيرة مش اجبارى_ولكن رفضهن كان سيد الموقف

واليوم..انا فى ايليت..وحدى..أستعيد ذكرى ميلادى_بالمناسبة..اليوم اتم عامى الرابع والعشرون_ولدى احساس غامر بالكآبة والحزن ورغبة لا حدود لها فى البكاء والكتابة

اتمنى اليوم لو كانت قنوات الاتصال مفتوحة بينى وبين شيطان الشعر..ولكن للأسف حزنى بلا شعر ..وألمى بلا نغم..وقد قال قائل ان الشعر مثل الحب لاتحصل عليه بمجرد رغبتك فيه

...

هامش

أكد لها الطبيب انها حبلى..خرجت من عنده يجرها القهر وخيبة الأمل..أرتمت على مقعد خشبى ملقى فى أحد أروقة المستشفى الحكومى..كانت تبكى أمام حجرة طبيب النساء حين مالت على أذنها امرأة زئيمة لتسألها ان كان الطفل بلا نسب

تركتها وخرجت مسرعة وهى تستغفر الله وتلوم نفسها..وتلعن الظروف التى اضطرتها لبيع دبلة زواجها

هذا الرحم المسكين

...

عام صعب مر على..ولكن لا يهم..انا_فعلا_لست ممن يصابون بالاكتئاب فى ذكرى ميلادهم..ولم أصل بعد لكرب أدعو فيه بدعاء مريم عليها السلام ..يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

ليس بعد..مازلت احب وجودى وروح الله التى منحتنى الحياة وفى ذلك فضل لا انكره وشرف أدعيه

لا أحمل أى ضغينة لذلك الصباح الشتوى الذى خرجت فيه امى تحملنى من الباب المامى لدار اسماعيل وقد وقر فى قلبها ان اكون آخر الأبناء..وقد كان

أحاول ان أرى نفسى..يدى الصغيرة وعينى المغمضة وقلبى الجديد..احب هذه الطفلة حقا ..لو كانت ابنتى لمنحتها الكثير من الحب والحنان والانصات والفهم

أعجز عن تعويضها ولا اعرف كيف احميها وقد صارت فى الرابعة والعشرون وهذا يخيفنى كثيرا

لو صرت يوما أم..سأسمى أبنتى مريم

...

هامش

اتعرفون..الاقواس طيبة جدا..صادقون ويحبوا بأخلاص..يعشقون الاستقامة بالرغم من اعوجاج دنياهم..قوتهم قدر..وقد تشبعت بالضعف وامتلأت نفسى انكسارا..فى حين ظل دينى كعامود الخيمة..منتصب القامة وكل ما حوله هواء..منحنى الله قلبا مؤمن صوته هادر..اسمعه الآن يصرخ ..

يا الله ..لماذا انا هنا؟

Monday, November 12, 2007

قتل رحيم


الهاتف يتنفس فيروز..قطعة الحديد الأصم تنبت لها رئة.. تمتلئ باسمه..فيتنفس فيروز

هرولت الى الهاتف ونظرت الى الأحرف المضيئة تتأملها ..الصوت يشدو سألتك حبيبى لوين رايحين..فيروز وحدها تسأل اما هى فلا تجرؤ على السؤال..فقط تجيب بنعم ليأتيها الصوت الذى غاب شهور

أفتقدك_

وانا أيضا_

أريد ان اراكى اليوم_

حسنا_

أنتهت الحكاية منذ فترة بعيدة..ولكنها لم تستطع المواجهة ولا قدرت على تحمل تبعات الفقد ..فرضيت بأن تكون صديقة بطعم الحبيبة..المهم عندها ان تراه..تستمتع بأنتظاره ..هذا الحلم الساحر المهيمن الذى صار جزءا منها ..كان من الصعب عليها حقا أن تتخلى عنه بعدما تذوقت حلاوته وعرفت على نوره مواطن الضعف الأخاذة التى تسكنها..فرضيت بها واحبتها

عندما انتهت الحكاية كانت احدى الوسائل التى تصبر بها نفسها ان تقول

الحمد لله الذى جعله ذا دين والا لفقدت دينى

فقد كان ضعفها مثيرا للدهشة ..كل مفردات الرفض والامتناع تغيب عن لغتها وهى أمامه..وحتى الآن تعجز عن قول لا

تجيب النداء وهى مأخوذة بشوقها المحترق..وتمنى نفسها بالغوص فى بحار عينيه لتستسلم لتلك النظرة..والتى هى وبغض النظر عن معناها ومغزاها..قادرة على بعث الحياة فيهامن جديد

اغتسلت وتعطرت وأنتقت أقرب الثياب الى قلبها..جلست أمام المرآة لتلقى نظرة على الوجه الذى سيراه-لطالما نأت بنفسها عن الاسراف فى التزين معه بالتحديد حتى لا يظن انها متكلفة..ولكن لا مفر من اخفاء هالات السهر_..وبالطبع كانت نبرة الصوت محايدة ووقورة ولا تخلو من الحنان

...

مع أولى خطواتها على الدرج ..غاصت الأرض من تحت أقدامها..قلبها الذى لا يكذب عليها قط يحدثها لأول مرة عن عدم الجدوى وحتمية الخطأ..تتكئ على عنادها ورغبتها الفياضة فتمضى قدما الى ميعادها معه

ولكن التحذيرات تهاجمها بلا توقف ..تحثها على التراجع وتتوعدها بالندم..شيئا ما جديد عليها..يكبر بداخلها..يتحدث بصوت مختلف ويرى بعين اخرى..وعشقها المسكين يصرخ مدهوشا من هذا الكائن الجديد الذى يريد ان ينتزع منه زاده الوحيد

لم تشعر بنفسها الا وهى مدفوعة باتجاه البحر...وهذا الاحساس الجديد المغامر يسيطر كليا على انفعالات جسدها المكتومة..ها هى الأعضاء التى تتوق للأحتماء بهذا المجال المغناطيسى الذى يحيط به وهو جالس فى المقهى الهادئ بقلب المدينة..ها هى تعلن عن غضبها بالألم ..ألم يدق العظام والأعصاب..ولكنها خضعت فى النهاية..فجلست الأعضاء مرغمة بمواجهة البحر وصاحبتها تتابع الموجات بايمان المنتظر لعلامة

بين الحين والحين ترقب من حولها وكأنها تبحث عن اجابة..يلفت نظرها عاشقان يجلسان الى جوارها فى معزل عن حركة الكون..العاشق يداعب يد حبيبته ويقترب بشفته من اذنها..يقول كلمة ترسم ابتسامة الرضا على شفاهها..تدنو منهما اكثر واكثر وقلبها يغبطهما ثم يقتحمها السؤال

هل يمكن ان يرحل عنها؟يرميها فى غيابات النسيان او يتفضل ويضعها فى مكانا قصيا ويثبت على قلبها مسمار كتب عليه صديقة؟

هكذا أنا

والأسوأ انى لست غبية..فى كل مرة أشعر بأن هناك امرأة اخرى..دائما هناك امرأة اخرى..

ينادينى فأعدو اليه وأجلس بين يديه كأنه القدر..ترى عينى آثار الصفعات على وجهه ويود لسانى لو باح بما فى قلبى..يغصب الابتسامة ليقول أنا بخير ..فأود لو أحتضنه وأقول له لا تكذب على يا نور عينى..أنا اعلم حال القلوب الجريحة

ولكننى أصمت وأتركه يرى نفسه فى عينى عملاق..قوى..مهيمن لعله يشفى

...

تجلت الحقيقة أمامها..هو تعذيب للنفس ولا شك..فهى لن تحصل على شئ من جراء الأستسلام لهذا الهوان..لن يحتويها بين ذراعيه يوما..ولن ترطب شفته حلقها الذى جف أبدا

فقط المزيد من الألم وادمان الأنتظار

والزبد الهادر يعلو الموج ويذهب جفاءا عند أطراف اصابعها

...

فى حسم وحزم..محت أسمه من هاتفها..لن تسأل فيروز بعد اليوم..فقد تغير الانسان وتغير اللحن..ربما من الغد سيعربد صوتها فى الآفاق معلنا

مش فارقة معاااااااااااااااااااااى